قيل أن الكنعانيّين والآراميّين كانوا أوّل من سكن بعبدات، بدليل وجود بعض الآثار لهيكل أو معبد لآلهتهم يقع في قبو نبع العرعار، وهو النبع الحيوي الأساسي في البلدة.
الفنيقيّون
+
-
يُثبت مرور الفينيقيين في بعبدات وجود برج قديم يطل على نهر الجعماني (وهو فرع من فروع نهر بيروت) لكنه هُدم واستُخدمت حجارته في بناء جزء من كنيسة مار جرجس عام 1660.
الرومان
+
-
ينطلق الباحثون من حيثية مرور الرومان في بعبدات من واقعة جرِّهم مياه نبع العرعار عبر قناة خاصّة الى معبدهم في المنطقة المعروفة اليوم بدير القلعة في بلدة بيت مري التي تبعد مسافة تسعة كيلومترات. وكانت القناة تعبر في مناطق بعبداتيّة منها الروَيسة والقنطرة والقشا. الى ذلك توجد ملامح هندسيّة ومعماريّة من الحقبة الرومانيّة في القَبوة، أحد فروع نبع العرعار.
الموحّدون الدروز
+
-
سكن في بعبدات جماعة من الدروز (هي فرقة دينيّة تُنسب الى الاسلام) أتوا لمعاونة بعض الأمراء وصدّ غارات الإفرنج الصليبيّين من سواحل بيروت والدامور ومن عاصمة الجنوب صيدا. ودخلوا بعبدات واستبدّوا بالسكان وأحرقوا أراضيها.
المماليك والشيعة والأكراد والتركمان
+
-
تعرّضت بعبدات في أواخر القرن الثالث عشر لهجمات المماليك، ما أدى الى إفراغها كليّاً من المسيحيّين. وقد دخلها أيضاً الشيعة واستثمروا أراضيها حتى أتى أكراد وتركمان من الشمال فاحتلّوا بيوتها وأرزاقها الى ان أقصاهم المشايخ الخازنيّون الكسروانيّون في القرن السادس عشر.
المسيحيّون
+
-
عادت الحياة تدب في بعبدات بعيد انتصار العثمانيين على المماليك عام 1516. وتقاطرت منذ العام 1545 عائلات مسيحية من قضائي جبيل والبترون الى المتن. ووصلت الى بعبدات منذ القرن السادس عشر عائلات باتت جزءا منها وهي: قرباني، لبكي، صافي، الزمّار، ملكي، أبو ديوان، عبَيد، غندور، أبو هيلا، خاطر، شعنين، صالح، الحايك، العريض، العلم، الزغبي وصوايا.
وانضمت الى بعبدات لاحقا، منذ العام 1920، عائلات أخرى غير مشمولة في بحثنا مثل عائلات: الأسمر، الحاج بطرس، شمعون، رومانوس، الجميّل، أبو جودة، شَكَر، صالح، العيّا، يمّين، هاشم، غصوب، غانم، نوفل، نعمة، عجّور وعائلات من أصل أرمني وغيرها.
وفي نهاية الحرب العالميّة الثانية ومع مجيء البولونيّين الى بعبدات ومكوثهم مدة خمس سنوات (1946-1950) تطوّر البناء وتحسّن ودبت فيه الحداثة، ما حوّل بعبدات تدريجيا الى منطقة سياحة وإصطياف. ونشطت حركة بيع العقارات وبناء المساكن وظهرت مناطق سكنيّة راقية. وناهز عدد المساكن على مختلف أنواعها 2500 مسكن حتى تاريخ 2008 بعد أن كان العدد لا يزيد عن 145 منزلا عام 1939.
قُدّر عدد سكان بعبدات في سبعينات القرن الماضي، حسب السجلاّت الرسميّة طبعا، بثلاثة آلاف وتسعة وستّون شخصاً. وفي الاحصاءات الجديدة، احصاءات صيف وشتاء 2008 بالتحديد، قُدّر عدد السكان شتاء بثمانية آلاف شخصاً وصيفا بخمسة عشر ألفا.